عنوان المقال : الرقص على سلم الخدامين
بقلم : عبده هيبه
عبده هيبه Facebook
الوضع المرتبك الذي تعيشه البلاد هو وضع مناسب تماما لطبيعة المرحلة الراهنة.
لندع عنق الزجاجة والفوضى الخلاقة وغيرها من المصطلحات التي فاق ذيوعها وانتشارها أغاني أوكا وأورتيجا ، دون أن يفهمها أحد ، ولنتحدث حديثا تلقائيا خاليا من الفذلكة والنعرة الكدابة.
عملية التحول التاريخي من أنظمة فرضت نفسها على الشعب بقوة الحديد والنار على مدى عقود ، ولم تترك له هامشا من الحرية إلى النظام الديمقراطي القائم في الأساس على الخضوع لإرادة الشعب. ، هي عملية مكلفة للغاية ، ولن تتم بالسلالسة التي يعتقدها الكثيرون.
فلكي تحول نظام الموبايل من كارت لخط ستحتاج إلى وقت ومجهود ، فما بالك بوطن يخرج عن النص تماما ليكتب نصا جديدا ، وطن حطم الجدران وخرج إلى النور الذي لم تألفه عيناه ، هذا التخبط طبيعي جدا ، ولو أني أخاف أن تتهمني بالبلادة فإن الخسائر التي تتعرض لها مصر جراء أعمال العنف المنظمة هي أقل الخسائر الممكنة في الحالات المشابهة.
لكن ينبغي أن تأخذ هذه المرحلة وقتها وتتخطاها البلاد إلى مرحلة البناء ، مرحلة الوعي الذي نستطيع أن نعمل على ضوئه.
من أجل ذلك يجب أن نضع أيادينا أولا على المشكلات حتى نستطيع الوصول لحلولها.
المشكلة الأم هي مشكلة الوعي.
إن صفوة هذا المجتمع من المثقفين جمعوا ثقافتهم من فوق أرصفة الطرقات ، وخريجي الجامعة تمت عملية غسيل عقولهم على أعلى مستوى وباستخدام أفخر أنواع المنظفات.
فما بالك بمن لم ينل حظا من العلم أو الثقافة ؟
وهذا ما أفضى إلى أزمة التدين الشكلي المبني على المظاهر ، وأفرز لنا هؤلاء العشوائيين الذين يعيثون في الأرض خرابا مع إعتقادهم بأنهم أصحاب رسالات.
الإعلام يعاني وعكة ضميرية ومهنية شديدة ، فلكي تتبع نظرية الرأي والرأي الآخر وتستمع إلى الطرفين ، فإن النتيجة الحتمية هي إصابتك بانفصام في الشخصية.
لا يليق بالإعلام الذي يشكل الوعي العام المصري أن يتبع سياسة المصالح والإستقطاب الطائفي ويتخلى عن المهنية وميثاق الشرف الإعلامي.
ولنا في قصة الدكتور البرادعي خير مثال ، فقد وصل احترامه بين القوى المدنية درجة التقديس ، واعتبروه الأب الروحي لقوى المعارضة ، وأيقونة الثورة المصرية ، وقد كان في ضمه لحكومة ما بعد الثلاثين من يونيه شئ من الرمزية ومغازلة لفصيل سياسي معين.
وفي لحظة تبدلت الأمور عندما إتخذ الرجل موقفا نستطيع أن نتفق أو نختلف معه ، في حدود الموقف ذاته.
لكن ما حدث أن القوى المدنية اعتبرت البرادعي عميلا ونسيت كل ما قالته عنه في الماضي ، وتبارى من يعرفون الرجل ومن لا يعرفونه في تقطيعه ونهش سمعته وتاريخه.
مصر في مفترق الطرق ، في وقت لا يتسع للتمييع واضطراب المواقف والآراء.
والرأي الدبلوماسي الذي يرضي جميع الأطراف لن يجدي في مرحلة شديدة الحساسية كالتي نعيشها.
فالذين يحاولون لي عنق الحقائق ، وطمس معالم المواقف لتختلط الأمور ويتشابه الحق بالباطل ، هم يكتبون شهادات وفاتهم السياسية ، ولن يرضوا أي طرف من الأطراف ، وسيرقصون على السلم الذي يليق بهم : سلم الخدامين.
بقلم : عبده هيبه
عبده هيبه Facebook
الوضع المرتبك الذي تعيشه البلاد هو وضع مناسب تماما لطبيعة المرحلة الراهنة.
لندع عنق الزجاجة والفوضى الخلاقة وغيرها من المصطلحات التي فاق ذيوعها وانتشارها أغاني أوكا وأورتيجا ، دون أن يفهمها أحد ، ولنتحدث حديثا تلقائيا خاليا من الفذلكة والنعرة الكدابة.
عملية التحول التاريخي من أنظمة فرضت نفسها على الشعب بقوة الحديد والنار على مدى عقود ، ولم تترك له هامشا من الحرية إلى النظام الديمقراطي القائم في الأساس على الخضوع لإرادة الشعب. ، هي عملية مكلفة للغاية ، ولن تتم بالسلالسة التي يعتقدها الكثيرون.
فلكي تحول نظام الموبايل من كارت لخط ستحتاج إلى وقت ومجهود ، فما بالك بوطن يخرج عن النص تماما ليكتب نصا جديدا ، وطن حطم الجدران وخرج إلى النور الذي لم تألفه عيناه ، هذا التخبط طبيعي جدا ، ولو أني أخاف أن تتهمني بالبلادة فإن الخسائر التي تتعرض لها مصر جراء أعمال العنف المنظمة هي أقل الخسائر الممكنة في الحالات المشابهة.
لكن ينبغي أن تأخذ هذه المرحلة وقتها وتتخطاها البلاد إلى مرحلة البناء ، مرحلة الوعي الذي نستطيع أن نعمل على ضوئه.
من أجل ذلك يجب أن نضع أيادينا أولا على المشكلات حتى نستطيع الوصول لحلولها.
المشكلة الأم هي مشكلة الوعي.
إن صفوة هذا المجتمع من المثقفين جمعوا ثقافتهم من فوق أرصفة الطرقات ، وخريجي الجامعة تمت عملية غسيل عقولهم على أعلى مستوى وباستخدام أفخر أنواع المنظفات.
فما بالك بمن لم ينل حظا من العلم أو الثقافة ؟
وهذا ما أفضى إلى أزمة التدين الشكلي المبني على المظاهر ، وأفرز لنا هؤلاء العشوائيين الذين يعيثون في الأرض خرابا مع إعتقادهم بأنهم أصحاب رسالات.
الإعلام يعاني وعكة ضميرية ومهنية شديدة ، فلكي تتبع نظرية الرأي والرأي الآخر وتستمع إلى الطرفين ، فإن النتيجة الحتمية هي إصابتك بانفصام في الشخصية.
لا يليق بالإعلام الذي يشكل الوعي العام المصري أن يتبع سياسة المصالح والإستقطاب الطائفي ويتخلى عن المهنية وميثاق الشرف الإعلامي.
ولنا في قصة الدكتور البرادعي خير مثال ، فقد وصل احترامه بين القوى المدنية درجة التقديس ، واعتبروه الأب الروحي لقوى المعارضة ، وأيقونة الثورة المصرية ، وقد كان في ضمه لحكومة ما بعد الثلاثين من يونيه شئ من الرمزية ومغازلة لفصيل سياسي معين.
وفي لحظة تبدلت الأمور عندما إتخذ الرجل موقفا نستطيع أن نتفق أو نختلف معه ، في حدود الموقف ذاته.
لكن ما حدث أن القوى المدنية اعتبرت البرادعي عميلا ونسيت كل ما قالته عنه في الماضي ، وتبارى من يعرفون الرجل ومن لا يعرفونه في تقطيعه ونهش سمعته وتاريخه.
مصر في مفترق الطرق ، في وقت لا يتسع للتمييع واضطراب المواقف والآراء.
والرأي الدبلوماسي الذي يرضي جميع الأطراف لن يجدي في مرحلة شديدة الحساسية كالتي نعيشها.
فالذين يحاولون لي عنق الحقائق ، وطمس معالم المواقف لتختلط الأمور ويتشابه الحق بالباطل ، هم يكتبون شهادات وفاتهم السياسية ، ولن يرضوا أي طرف من الأطراف ، وسيرقصون على السلم الذي يليق بهم : سلم الخدامين.