Home » , , , , » الفاشلون : كوميديا سوداء تجسد إحباطات الشباب (فيديو)

الفاشلون : كوميديا سوداء تجسد إحباطات الشباب (فيديو)

كتبها : admin في الاثنين، 3 ديسمبر 2012 | 13:23








الفاشلون : كوميديا سوداء تجسد إحباطات الشباب (فيديو)
مسرحية الفاشلون
"أنا فاشل..لأ أنا الفشل نفسه" هذه هي الفكرة المحورية في العرض المسرحي الممتع "الفاشلون"، وهي كوميديا سوداء تجسد إحباطات الشباب في مرحلة ما قبل الثورة، أعيد عرضه وتقديمه أمس السبت على مسرح قاعة سيد درويش بأكاديمية الفنون وهو العرض العاشر للمسرحية، التي قدمت للمرة الأولى عام 2010 لكن الجمهور يفاجأ أن المشاكل والإحباطات التي يقدمها العرض كما هي لم يتغير منها شئ.


يقول شادي الدالي مؤلف ومخرج العرض المسرحي لـ"محيط" أن "الفاشلون" عرض مسرحى نتاج ورشة ارتجالية أقامها بفرقة اتيليه المسرح "الصغير" بكلية الفنون الجميلة عام 2010 .


وفكرة المسرحية بدأت أثناء تدريبه للفريق على التمثيل، وطلب منهم أن يتحدث كل منهم عن مشاكله وإحباطاته لتدريبهم على الارتجال، وهنا تولدت لديه أفكار عن مشكلات الشباب بالإضافة إلى أفكاره التي كان قد دونها من قبل، لذلك اختار للعرض تيمة "الفشل" لأن المسرحية كتبت في فترة 2010 أي ما قبل الثورة حين كانت البلد تعاني من "الغليان"، وشعرت أن إحساس جيل شباب العشرينات حينها هو الإحباط والفشل، لذلك اخترت "الفاشلون".


العرض يعالج الأفكار السلبية لدى جيل الشباب، يتحدث عن الفشل في الحب، والأحلام التي لا تتحقق، والحرية الغائبة، ومشاكل "المرأة" التي تعامل كرقم اثنين في مجتمع ذكوري. عالجت إحباطات الحياة والفشل فيها بشكل إنساني وليس سياسي.


وبسؤاله عن أن الواقع لم يتغير كثيراً بعد الثورة، حتى أن العرض يبدو وكأنه كتب بالأمس القريب، قال الدالي أن الواقع بالفعل لم يتغير بعد الثورة لذلك أعدنا تقديم العرض من جديد، لافتاً إلى ان العرض الأخير الذي قام بكتابته وإخراجه العام الجاري بعنوان "ضحك السنين" أكثر قتامة من "الفاشلون" رغم أنه قدم بعد الثورة. فقد حلمنا بالثورة وتحقق الحلم ثم تحول إلى كابوس.



العرض المسرحي يتألف من مجموعة مشاهد، كل مشهد يعالج فكرة سلبية وهاجس يسبب إحباطاً لدى الشباب، وبين كل مشهد وآخر تظهر شخصية الراوي التي تمهد للمشهد، ويروي من خلال عبارات قصيرة ومعبرة كيف أن المشهد في مصر أصبح غائماً ولا أحد يفهم شيئاً.


المشهد الأول من المسرحية يحكي عن الفراغ الذي يعانيه الشباب، ولجوئهم إلى الانترنت لملئه عبر علاقات عابرة بين الجنسين التي غالباً ما تنتهي بالفشل نظراً لتعجل البنت ورغبتها في الارتباط خوفاً من العنوسة، ورغبة الرجل في التباهي بتعدد علاقاته حتى وإن كانت في واقع افتراضي لا يمت للحقيقة بصلة.

قمع الشرطة للمواطنين وتعذيبهم، قضية ليست غائبة عن العرض والخوف من السلطة وتكميم الأفواه كذلك، وقمع الحريات. جاء توظيف الموسيقى في المشهد ممتعاُ ينم عن حرفية عالية في الاختيار، فقد استخدم المخرج المعزوفات الراقصة - التي تستخدم في المناسبات السعيدة مثل الزفاف - كأنغام حزينة لتدل على عبثية ما يحدث في مصر.

أزمات البنات تتجسد بشدة في العرض المسرحي، حيث ناقش أزمة التحرش في المواصلات العامة، والعادات والتقاليد وقهر المجتمع للأنثى الأمر الذي يدفعها إلى أن تفعل أشياء على غير قناعاتها من أجل إرضاء المجتمع. كذلك تطرق العرض المسرحي إلى أزمة التواصل بين الأجيال فالأب يقهر أبنائه، ولا يسمعهم أو يتحاور معهم في حين أنه حين كان في مثل أعمارهم فعل كل ما ينهاهم عنه وهو أب، وهي ازدواجية أدت إلى نفور الأبناء من آبائهم واللجوء إلى أصحابهم كبديل عن المنزل.

كذلك ناقش "الفاشلون" الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها مصر وانسحاق الجنيه وانخفاض قدرته الشرائية. تحدث أيضاً عن دفن مواهب الشباب وعدم الرغبة في مساعدتهم والوقوف بجانبهم. منتقداً فساد الذوق العام في مصر واقتحام الحرفيين لمجال الغناء بأموالهم، وطرد الأصوات الجيدة من ساحة الغناء األمر الذي يساهم في فساد الذوق والاعتياد على الضجيج بل والسخرية من الفن الجيد.

يقول المؤلف على لسان أحد أبطال العرض سخرية من المعرفة في مجتمع يكرس للجهل والفهلوة: "العلم نور والنور كهرباء ، فاحترس من العلم!". ويتحول صاحب الموهبة والأداء الراقي إلى مغني شعبي لأغنيات فجة تناسب الذوق العام. ليتحول المشهد المسرحي في نهايته إلى ضجيج صاخب يناسب ما تشهده مصر من ضجيج طاحن لا يسمع أحد به الآخر.

الإعلام وأزماته لم يكن ليغيب عن عرض "الفاشلون"، حيث انتقد كيل الإعلام بمكيالين وتزاحم الفضائيات لجذب المشاهد بمضامين تافهة لتحقيق نسبة مشاهدة أعلى، ومن ثم جلب أموال الإعلانات، دون إفادة حقيقية لبيتعد الإعلام عن مضمونه الحقيقي.

في كوميديا سوداء، جاءت رسائل "الفاشلون" عبر أبطال العرض المسرحي لتؤكد أن الواقع المرير التي تعانيه مصر لن يستطع تغييره حتى القوى الخارقة، فحين ظهر لأحد أبطال العرض "عفريت" وطلب منه أن يحقق له أمنياته، أجابه البطل أن أمنياته تستعصى على التحقيق حتى على "الجن"، فهل يستطيع "العفريت" أن يأتي بالحرية، أو يجعل العقول تفكر، أو أن يوقف حرب، أو يجعل الناس تعبر عما بداخلها دون خوف، وهي أحلام اعترف "العفريت" بعجزه عن تحقيقها.

استعرض العرض المسحري رغبة كثير من جيل الشباب بالعودة إلى الماضي والحنين إليه، وفي لمحة خيالية استجاب "العفريت" لرغبة البطل وأعاده إلى الماضي، إلى مصر في زمن الاحتلال ليفاجئ أن هموم مصر واحدة على مر الزمان، فهناك فقر وبطالة وظلم للمرأة وفساد طبقة الأغنياء، وقمع البوليس. وينتهي العرض بتأكيد البطل أن مواجهة كل الإحباطات تتلخص في العودة إلى الوراء لأن "الحياة كابوس" وكأن الحل هو الهروب إلى الماضي فالبلد تسقط وتسقط ولا سبيل لإصلاحها. وهناك اعتياد على السقوط، وإحساس بأن كل القادم أسوأ والماضي بمشاكله أفضل.


سألنا عن مستوى الإقبال فقال أحمد فؤاد أحد أعضاء الفريق والذي يقوم بحجز التذاكر أن مستوى الإقبال كبير على المسرحية ليس من الشباب فقط بل من العائلات أيضاً.

تجولنا داخل "الكواليس" التي كانت تحظى بتكتم شديد وراقبنا عن كثب مدى تركيز الفريق الذي حاول بعض أعضاؤه الانزواء بعيداً، إما للتدريب على المشاهد او إعادة تأدية بعض الحركات التي ستظهر على المسرح، لكن الأمر الذي يسهل ملاحظته هو حرص أعضاء الفريق والمخرجة التنفيذية على الاعتناء بالتفاصيل ليظهر العرض في أفضل صورة.

يذكر أن "الفاشلون" شارك فى المهرجان الجامعى للمسرح بجامعة حلوان لنفس العام، على مسرح متروبول وحصل على الجائزة الأولى كأحسن عرض. تم إعادة عرض المسرحية عدة مرات على مدار العامين الماضيين بعدد من مسارح القاهرة (مسرح الهناجر – مسرح ساقية الصاوى – مسرح الجزوييت – قاعة مسرح روابط ). العرض بطولة فرقة أتيليه المسرح الصغير.
: سجل إعجابك على موقعك المفضل :
تعليقات
0 تعليقات

إرسال تعليق

 
دعم وتعريب : مصر الكرامة | اتصل بنا | عن الجريدة
Copyright © 2012. جريدة مصر الكرامة - جميع الحقوق محفوظة
انضم الينا ملئ استمارة الانضمام مصر الكرامة الشروط والقوانين
Proudly powered by egykr