عدوان متجدد على غزة، ليس بجديد فقد إعتدنا عليه.
أتذكر جيداً العام 2008 كان به حرب غاشمة على غزه إستعمل فيها مااستعمل من قنابل فوسفورية، وعنقودية وأسلحة محرمة دوليا.
أخذت بعض الدول وقتها مواقف وصفت بالشجاعة، والثورية كسحب السفراء، واستدعاء سفراء آخرين، ودول آخرى نددت، وشجبت، ورفضت .. إالخخخ...
كما رفضنا جميعاً بإختلاف مذاهبنا، وإنتمائاتنا هذا العدوان، وذهبت القوافل الطبية، وقوافل الإغاثة الى غزة، وسافر أردوغان الى غزة كما فعل رئيس الوزراء المصري حاليا ، كما نالت إسرائيل من اللعن والسب مايكفينا لافتتاح موسوعة ضخمة تحوي ماينهال على رأس إسرائيل من سباب، ولعنات.
وكالعادة إعتلى شيوخنا، وأئمتنا المنابر رافيعن أيديهم للسماء بدعوات إعتدناها بنصر إخواننا فى فلسطين، وزلزلة الأرض من تحت أقدام الصهاينة، وتفريق جمعهم، وتشتيت شملهم، وبثت القنوات الفضائية برامجها الرافضة، المستنكرة لهذا العدوان
، ولم تخلو جريدة، أو موقع الكتروني من الشجب، والرفض، والتنديد والتهديد بأننا قادمون لتحرير بيت المقدس لامحالة.
إتخذ المسئولين، وأصحاب النفوذ خطوات، ومواقف سياسية جادة بالذهاب إلى مجلس الأمن، وخرجت بيانات الجامعة العربية، ومنظمات المجتمع الدولي تستنكر العدوان، وناشدنا الإحتلال الإسرائيلي التوقف عن اراقة دماء أطفال، ونساء، وشيوخ غزة.
وبعدما أراقت اسرائيل مايشبعها من الدماء، و إختطغت مايكفيها من الأرواح، وهدمت مايحلو لها من الأبنية توقف العدوان الغاشم مع استمرار الحصار.
أعطت إسرائيل الجيوش العربية مهلة كافية لإستعادة توازنها، وتنظيم صفوفها..
كانت سنة واحدة كفيلة بتوحيد الصف، وتسليح الجيوش، وتنظيمها وتدريبها، لمحاربة جيش إسرائيل الصغيرة...!
مرت 4 سنوات مهلة للعرب للخلاص من إسرائيل، وحل أواخر العام 2012 لتعاود إسرائيل متعتها، وتفريغ طاقة جيشها في إراقة الدماء، وهدم الأبنية من جديد، وإغتصاب أرض مازالت تقاوم في الجسد الفلسطيني الذي تمكنت منه اسرائيل كاملاً.
وهانحن قد عدنا من جديد للتنديد، والإستنكار، والرفض، وعادت إبتهالات شيوخنا، وأئمتنا فوق المنابر، وعلى شاشات الفضائيات بتشتيت شمل الصهاينة وتفريق جمعهم....، وعاد من جديد نشر المزيد من الصور، والمقاطع، والشتائم، والسباب، والفقرات الناقمة، والساخرة من إسرائيل !
بعد كل هذا لم يستجد شيئ سوى زيادة ضعف، و وهن جيوشنا، وزيادة قوة وتمكن جيش إسرائيل في المنطقة العربية..!
فدعوات شيوخنا، وفقهائنا بتشتيت، وتفريق الصهاينة سقطت فوقنا، وشتت صفوفنا...!
فما السبب ياتري؟ .. ربما لأن دعواتنا ورجائنا عن فلسطين، والوحدة العربية، والإسلامية أصبحت تهدف في المقام الأول إلى المتاجرة، والمكاسب السياسية، ولا تنبع عن صفاء نية، أو طهارة قلب.
بينما لعنات الكتاب، والنقاد، والأدباء، والنشطاء، التى أرسلوها إلى إسرائيل، والمجتمع الدولي أصابتنا نحن، بينما لم تزد اسرائيل سوى قوة، وعتاد...!
ومن كان يتظاهر طوال عشرات أعوام مضت للمطالبة بإزالة الحدود، والإستشهاد بالقدس، والذهاب لفسلطين شهداء بالملايين أصبح حاليا الصديق العظيم والوفي لشيمون بيريز الرئيس الإسرائيلي متمنيا لدول إسرائيل على حد قوله (الرغد والسعادة) ....!
أبعد كل هذا مازلتم تحلمون بتحرير فلسطين؟!!
لاهكذا تحرر فلسطين ( حررو أنفسكم أولاً )