25 قتيلا بينهم نساء وأطفال
قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن 25 شخصا قتلوا اليوم السبت في البلاد معظمهم في درعا وبينهم نساء وأطفال في بداية يوم دام جديد, بينما واصل المراقبون الدوليون البحث في مجزرة القبير بريف حماة، والتي راح ضحيتها عشرات المدنيين قبل عدة أيام.
وقالت لجان التنسيق إن مدينة درعا التي شهدت ليلة دامية تتعرض لقصف عنيف تسبب في سقوط 17 قتيلا على الأقل خلال الساعات القليلة الماضية. وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن وقوع قتال في البلدة بين الجيش والمعارضين بعد القصف.
وذكرت شبكة شام أن قوات الجيش السوري مدعومة بالآليات العسكرية, اقتحمت المدينة من بعد منتصف الليلة الماضية وبدأت بقصفها بالمدفعيات وقذائف الهاون مما أدى لسقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى ترافق ذلك مع نقص حاد بالمعدات الطبية والأدوية والمستلزمات الصحية.
وبينما حاول الأهالي وبعض الممرضين والأطباء علاج الجرحى في مشافٍ ميدانية وصفت بأنها غير مجهزة وتفتقر لكثير من الأدوات, قطعت السلطات السورية الاتصالات عن المنطقة, وفق ما ذكرت شام التي تحدثت أيضا عن حالة رعب وتخوف تسيطر على الأهالي.
أما في محافظة دمشق وريفها, فقد هز انفجار ضخم حي ركن الدين وتبعه إطلاق نار كثيف من قبل قوات الأمن. كما حاصرت قوات الأمن الشويكة وقبر عاتكة وشنت حملة اعتقالات عشوائية, وفق ما ذكر الناشطون. كما اقتحمت قوات الأمن نهرعيشة بعد منتصف الليلة الماضية وأطلقت النار بشكل عشوائي على المنازل.
وتحدث الناشطون في محافظة حمص وريفها, عن استمرار القصف العشوائي من قبل قوات الجيش لليوم الثالث على التوالي. وقال أبو أحمد من درعا للجزيرة نت إن القصف بدأ في الساعة الحادية عشرة ليلا وتهدمت بعض المساكن فوق رؤوس أصحابها، ثم أطلقت من مآذن المساجد بعد منتصف الليلة نداءات استغاثة للأطباء والممرضين.
المجازر المستمرة لم تفرق بين صغير وكبير (الفرنسية) |
في حين قال آخر يسمى عبدو للجزيرة نت إنه فقد في هذه الليلة 11 شهيدا من أقاربه، ولم يتمكن من الوصول إليهم بسبب الدبابات والقناصة.
كما قال إن رائحة مزعجة وكريهة لا يعرف سببها تفوح في الأرجاء، وتحدث عن كرات خضراء اللون كانت تقذف منذ اليوم السابق ومواد كيميائية تتسبب بتشجنات واختناق، وقال إنه شاهد شابين تعرضا لذلك، في حين بث ناشطون مقطع فيديو لشاب مصاب باختناق في بصرى الحرير نتيجة استنشاقه الغاز.
وذكر الناشطون أن الأمن السوري ألقى القبض عند الحدود على عدد من الجرحى في محاولة لإسعافهم إلى الرمثا بالأردن. كما قصف الجيش النظامي قرية سرجة في إدلب بالصواريخ والأسلحة الثقيلة.
من جانب آخر تحدث ناشطون عن وقوع اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في كفر سوسة بدمشق، وكذلك في حرستا بريف دمشق. وذكر الناشطون أيضا أن العاصمة دمشق, سمع بها دوي انفجارات خلال الليل بعد بعض من أعنف جولات القتال, بينما أغلق الطريق الرئيسي المؤدي جنوبا من دمشق إلى درعا بإطارات مشتعلة.
وقد قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أمس الجمعة شهد مقتل 44 مدنيا في شتى الأنحاء نصفهم تقريبا في محافظة حمص الواقعة وسط سوريا وفي مناطق دمشق وضواحيها. كما قال المرصد إن 25 جنديا قتلوا أمس الجمعة في محافظات إدلب ودمشق ودير الزور وحمص ودرعا.
لحم محترق
من جهة ثانية, قال ناطق باسم الأمم المتحدة إن المراقبين الدوليين الذين تفقدوا موقع مجزرة القبير بريف حماة تحدثوا عن رائحة لحم محترق وعن آثار دماء على جدران المنازل هناك.
وذكر الناطق أنهم شاهدوا آثارا لعربات مدرعة ومنازل متضررة بقصف صاروخي وقنابل. كما أظهرت صور كاميرا خاصة آثار المذبحة التي وقعت في القبير حيث قتل 78 من سكان القرية قبل ثلاثة أيام على يد قوات نظامية وشبيحة وفق شهود عيان وثوار.
وقال مسؤولون في الأمم المتحدة إنهم يعتقدون بأن القوات الحكومية تقف وراء الهجوم الذي وقع في قرية تسكنها غالبية سنية محاطة بتجمعات علوية موالية للرئيس بشار الأسد.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي إن أكثر من عشرين مراقبا سمح لهم بدخول القبير أمس الجمعة بعدما تعرضوا لإطلاق نار ومنعوا من الدخول الخميس. وأوضح أن القرية كانت خالية من سكانها عندما دخلها المراقبون، لذلك لم يتمكنوا من التحدث إلى أي شهود على الهجوم الذي أثار استياء دوليا شديدا وأدى لتصعيد الدعوات إلى التحرك ضد الأسد. وأكد أن حواجز الجيش السوري أوقفت المراقبين "وفي بعض الحالات طلبت منهم العودة".
وقد نقل عن ناشطين أن القوات الحكومية نقلت الجثث الخميس بينما كان المراقبون الدوليون يحاولون التوجه إلى القرية. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي الخميس إن قوات حكومية طوقت القبير بينما دخل مسلحون إلى القرية وقتلوا مدنيين "بوحشية".
في المقابل, قال مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري, "إن عشرين إرهابيا مسلحا" كانوا يحاولون قتل سكان بقرية القبير، موضحا أن قوات حفظ النظام تحركت لمنعهم. وذكر أيضا أن صور المجزرة التي بثتها الفضائيات لأشخاص قتلوا منذ وقت طويل، وأن وسائل الإعلام السورية ستبث قريبا الصور الحقيقية.
المصدر:الجزيرة + وكالات