حرصت الرقابة على حذف بعض العبارات من مسلسلات رمضان، لأنها لا تتفق مع قدسية وروحانية شهر رمضان، لكنها تناست او غضت الطرف عن الألفاظ البذيئة والأسئلة الجنسية التي تتسبب بالحرج للمشاهدين، رغم أن المتعارف عليه أنه في رمضان تلتف الأسرة كلها - كباراً وأطفالاً - حول الشاشة الصغيرة.
وتتابع الأسرة هذه البرامج بنوع من الثقة بأنها لن تتضمن آية ألفاظ خادشة أو شتائم أو تناقش موضوعات جنسية، وإلا فما السبب في بثها في هذا الشهر الكريم في مواعيد مبكرة نسبياً، بدلاً من تأجيلها وعرضها في مواعيد متأخرة ، بحيث يكون الصغار قد ناموا ولا يضطرون لمتابعة هذه البرامج.
واذا كانت الأسرة هي المسئولة عن اختيار البرامج التي ستشاهدها ، وتعلم مبكراً أن بعض البرامج ستكون ذات طابع مثير للجدل مثل برنامج "سمر والرجال" الذي تبثه قناة "القاهرة والناس" وبالتالي تجنبوا مشاهدته بصحبة أطفالهم، إلا أن بعض الأسر التي شاهدت برامج أخرى بحسن نية بحثا عن مادة للضحك، فوجئت بوجود كم هائل من الشتائم داخل هذه الأعمال.
والمثير للغضب، أن مونتاج هذه البرامج تم بشكل يجعل الشتائم واضحة ومسموعة حتى بعد التشويش عليها، وخاصة برنامجي "رامز ثعلب الصحراء" الذي تبثه قناة الحياة، وبرنامج "الحكم بعد المزاولة" الذي تبثه قناة "النهار".
ففي برنامج "رامز ثعلب الصحراء" فوجئ المشاهدون بالفنان محمد فؤاد ينهال على رامز جلال بالضرب والشتائم بعد أن اكتشف المقلب الذي دبره له رامز ضمن سياق البرنامج، أما في برنامج "الحكم بعد المزاولة"، فقد قام أيمن قنديل "المعروف باسم تهامي باشا في حملة ميلودي دراما" بتوجيه السباب والشتائم البذيئة كما قام بضرب مذيعة البرنامج وطرحها أرضاً، وذلك ضمن برنامج "الحكم بعد المزاولة".
والسؤال الآن لجهاز الرقابة: اذا كان في امكانكم حذف بعض المشاهد الدرامية - رغم اقتناع صناعها بأهميتها في السياق الدرامي - فكيف لا تقومون بحذف هذه العبارات الخادشة من البرامج التي يفترض أن تكون ترفيهية ومسلية بدلاً من ان تعلم الأطفال الشتائم والبذاءات، ولماذا لا تطالبون أصحاب هذه البرامج برفع لافتة " +18 " - أي لا يمكن متابعة هذه الأعمال لمن هم أقل من 18 سنة، حتى لا يتفاجأ المشاهدون بهذا الكم من الألفاظ الخادشة للحياء والبذيئة؟!!