تواجه الشركة القابضة للصناعات الغذائية، أزمة في توفير سلع شهر رمضان بجانب عدم توافر اللحوم المستوردة، وكذلك ارتفاع أسعار الدواجن، ما يعرقل قدرة الحكومة على مواجهة الغلاء باستخدام المجمعات الاستهلاكية.
وعجزت الشركة عن افتتاح أحد المجمعات الجديدة بمنطقة مصر الجديدة، بسبب عدم توافر اللحوم المستوردة، وارتفاع سعر الدواجن المجمدة والبلدي، فضلًا عن تهديد 6 فروع أخرى من المقرر افتتاحها قبل نهاية يونيو الجاري بالمصير نفسه.
وكشف كمال عمار، العضو المنتدب لشركة النيل للمجمعات الاستهلاكية، أن هناك أزمة تواجهها المجمعات التابعة للشركة وعددها 112 مجمعًا، تتمثل في توقف الموردين عن توريد اللحوم السودانية.
وقال عمار في تصريح لـ«المصري اليوم»، إن وزارة الزراعة أكدت لشركات المجمعات التابعة للشركة القابضة الغذائية، أن هناك عطلًا فنيًا وأعمال تجديد في المحجر الرئيسي بالسودان، وأن هناك لجنة مصرية تزور المحجر الذي من المقرر عودته للعمل بعد 15 يومًا من الآن.
وأضاف أن اللحوم السودانية لا توجد غيرها في الأسواق بعد غياب اللحوم الإثيوبية، وهو ما أدى إلى ارتفاع سعر كيلو السوداني إلى 44 جنيهًا داخل المجمعات، وعجز المجمعات عن طرح اللحوم بأسعار منخفضة عن السوق.
وأكد أن الدواجن المجمدة تراوح سعر توريدها بين 19 و20 جنيهًا للكيلو وللمستهلك بـ21 جنيهًا، مشيرًا إلى أن الشركة كانت ستفتتح أحد مجمعاتها الجديدة في ميدان «ابن سندر» لكن تم التأجيل لعدم توافر اللحوم وبعض المنتجات.
وحول أسعار الزيت والسكر والأسماك، قال إن الزيت تراوح سعره بين 9.25 جنيه و12 جنيهًا، وهناك توافر في السكر حتى شهر رمضان وبسعر 4.75 جنيه.
وقال مستوردون إن انخفاض استهلاك اللحوم الحمراء سواء البلدية أو المستوردة دفع عددًا كبيرًا منهم إلى وقف التعاقد على صفقات جديدة، خاصة مع اقتراب شهر رمضان مشيرين إلى انخفاض الطلب لأكثر من 30%، فيما توقع آخرون يعملون في قطاع الدواجن المجمدة ارتفاع أسعارها إلى أكثر من 25 جنيهًا مع اقتراب الشهر الكريم، بسبب تراجع الكميات الموردة من البرازيل بعد إفلاس ثاني أكبر شركة فيها.
وقال خالد فتح الله، عضو مجلس إدارة غرفة الإسكندرية، إن أسعار الدواجن المجمدة شهدت ارتفاعات متتالية خلال الشهر الحالي، وصلت إلى 20 جنيهًا للكيلو مقابل 15 جنيهًا سابقًا، وذلك بسبب تراجع الكميات الموردة من البرازيل أكبر مورد للسوق المصرية، وذلك بعد إعلان ثاني أكبر شركة عاملة في قطاع الدواجن بالبرازيل إفلاسها الشهر الماضي، وتوقفها عن توريد أي شحنات جديدة من بداية الشهر الحالي، متوقعًا أن يتعدى سعر الكيلو 25 جنيهًا قبل رمضان.
فى المقابل أشار فتح الله، إلى تراجع أسعار اللحوم المستوردة خلال الشهرين الماضيين، خاصة الهندية والبرازيلية حيث وصل سعر الكيلو الهندي للمستهلك إلى 28 جنيهًا، والبرازيلي إلى 32 جنيهًا مقابل 36 جنيهًا للكيلو قبل شهرين.
وأرجع ذلك إلى تراجع الطلب محليًا لأكثر من 25%، بسبب انخفاض مستويات الدخل بسبب الأوضاع الاقتصادية الحالية والتوترات السياسية والذي أثر سلبًا على القوى الشرائية للمستهلك.
وأكد شريف ضياء الدين، نائب رئيس رابطة مستوردي اللحوم، انخفاض الكمية المستوردة خلال الشهور الأخيرة من 20 ألف طن شهريًا إلى 12 آلف طن، بسبب انخفاض الطلب، موضحًا أن 70% من الكميات المستوردة كانت توجه لقطاع الفنادق ومصانع اللحوم والتي شهدت تراجعًا بسبب تدهور حركة السياحة.